المنطقة الشمالية: تل مرديخ إيبل

المكتبة الملكية

لم تكن الرقم المكتشفة بحالة سيئة جداً، ذلك أن حريقاً على ما يبدو أتى على رفوف المكتبة فجعلها فحماً ولكنه إذ أصاب الرقم الطينية زادها صلابة. ومع ذلك فإن انهدام القصر أدى إلى تفتيت بعضها. وهكذا فلقد بلغ مجموع الألواح والكسر والفتات ستة عشر ألفاً وستمائة.

ولم يتجاوز عدد الرقم الكاملة أربعة آلاف. أما الكسر الكبيرة فهي بمثابة الرقم، ولكن الكسر الصغيرة بلغ عددها عشرة آلاف تحتاج إلى وقت طويل لتنسيقها وتجميعها. والرقم أكثرها بحجم كبير يصل الضلع إلى 40سم أو 25سم. ولقد تبين أولاً أن هذا الحريق تم عندما انتصر نارام سين على إيبلا كما ذكر في ألواح نفر أي في عام 2250ق.م. ثم تبين أن الحريق كان سابقاً وتم على يد صارغون.
لقد استطعنا أن نعرف من خلال هذه الرقم على السلالة الملكية المؤلفة من:
أغريش حلم ـ وفي عصره أنشئ القصر الملكي

أركب دامو ـ وفي عصره توسعت علاقات إيبلا حتى وصلت شمالي إيران.
أرانيوم ـ معاصر لصارغون وفي عصره أصبحت ماري تابعة لنفوذ إيبلا وأصبح أنادغان ملكاً على ماري.
إيبريوم ـ وصلت إيبلا إلى أوج قوتها ونفوذها في المنطقة.
أبي سيبيش.
دبوحوـ عدا ـ في عصره هزمت إيبلا من قبل نارام سين أوصارغون

ومازال أمر تسلسل الملوك وتاريخهم لم يحسم بعد.
ثم تظهر سلالة أخرى، من ملوكها أبي زيكو المعاصر لحمورابي.
لقد تبين من الرقم التي اكتشفت في القصر الملكي الذي يعود إلى النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد، أن إيبلا كانت حاضرة واسعة النفوذ يصل عدد سكانها إلى ربع مليون نسمة وكانت تصارع القوى المحيطة بها وخاصة أكاد وماري، ووصل نفوذها إلى البحر فاستولت على جبيل بل وصلت إلى ســــيناء وكان طموحها إمبراطورياً. ذكر كثير من المدن التي مازالت قائمة مثل أرمان ـ حلب، وإيماتا ـ حماة، وإيميزا ـ حمص، ودامشكي ـ دمشق، كما وردت أسماء حواضر نعرف آثارها مثل: ماري، إيمار، توتول، كركميش، ألالاخ، أوغاريت، قطنة، جبيل.
وكانت إيبلا سيدة التجارة بين الشرق والغرب تنقل المعادن من الأناضول والخشب من الساحل السوري. واستطاعت أن تخلق مجمعاً راقياً ذا إدارة حكيمة يتولاها الأمراء أبناء الملك وكان ولي العصر للشؤون الداخلية ولقد حفظت المكتبة الملكية وثائق المعاهدات والعبادات والمراسلات والأوامر والعقود وهي جزء يسير يرجح أكثره إلى عصر متأخر من تاريخ هذه السلالة الملكية 150سنة.
أبانت اللقى من خشب متفحم وأحواض وتماثيل وحلي على تقدم الفن واستقلاليته. كذلك شأن العمارة، عمارة القصور ومعبد عشتار فإن الفن فيها مستقل متميز في السمات والأسلوب.
لم تكن لغة إيبلا واضحة في بداية الأمر، ولكن ما أن تعمق فيها الدارسون حتى وجدوا أنها اقدم لغة عربية، فهي مشابهة للأكادية التي ظهرت أولاً في عصر صارغون، ثم هي أصل الكنعانية، ولكنها أقدم من الأولى بجيلين، وهذه
اللغات هي لهجات متنوعة للغة واحدة أو لأسرة من اللهجات أطلق عليها خطأ الأسرة السامية. ولقد أصبح من المفضل أن يطلق عليها لهجة من الأسرة اللغوية العربية.
وبعد تل مرديخ نقوم بزيارة معرة النعمان.

إعداد : حسان الحسين

¯°·._™ الماضي ™_.·°¯

حلو الموضوع شكرا على المساهمة